طالب الماجستير في اللغة العربية
في جامعة اللغة الانجليزية
و الغات الاجنبية
الغزل ومعانيه المختلفة
تجمع مجمعات
اللغة علي أن أصل مصطلح الغزل من «الغزل» الذى هو مصدر غزل. فقد جاء فى لسان
العرب، والقاموس المحيط، غزلتِ المرأة- ألقطن اوألصوف. ادارتهما بالمغزل. فالغزل
استعمال مجازى مأخوذ من هذه المادة اللغويـة- أى ألغزل- فكلما تدير الغازلة مغزلها
لتغزل به القطن ونحو، كذلك يدير الشاعر مغزل فنه لاستماله المرأة واستهوائها[1]
محتويات المقال:
الغزل الإباحي في الشِعر القديم 1
الحبُّ العذري 2
الغزل الصريح (
الحضري ) 3
الغزل العمري 4
الشعر الفاحش أو الإباحي:
لم يعرف الغزل الإباحي رواجاً بين العرب، على
الأقل ليس بالقدر الذي لاقاه الغزل العذري، لعدة اعتبارات؛ أهمها أن الشِعر جاب
قصور الخلفاء والملوك، كما جاب الأسواق والبيوت، فلم يكن من اللائق استخدام الشِعر
الجنسي كما أنَّ للعرب عاداتهم، وتقاليدهم، التي تقضي
بإخفاء الشبق الجنسي عن العموم، وكتمانه، لكن لشعر الغزل الإباحي، دوره الكبيرة في
تطوير الشعر العربي في ذلك العصر.
حيث ما يزال الشعراء يدرسون أسلوب
أسلافهم الغزليين، أما أشهر شعراء الغزل الإباحي، فهم:
عمر بن أبي ربيعة.
والأحوص.
الخليقة الوليد بن زيد.
الغزل الأموي:
انحدر
الغزل الأموي من الغزل الجاهلي ، والفارق هو أن الغزل في القصيدة الجاهلية غرض من
أغراض القصيدة يأتي في الأبيات ، ثم ينتقل إلى غرض آخر في نفس القصيدة ، في العصر
الأموي فقد أصبح الغزل يختص في قصيدة كاملة ، فلا يذكر الشاعر في قصيدته غير الغزل[2]
يقسم الغزل
الأموي إلى نوعين الغزل الصريح والغزل العذري العفيف :
الغزل الصريح (
الحضري ) : هو الغزل الذي يتحسس جمال المرأة ، ولكنه على رأي الأدباء بقي اسير
دوافع جماليّة لا يوافع جنسية ، حيث أن كثيراً من هؤلاء الشعراء يجدون متعة مجالسة
النّساء والتحدّث إليه ، ولا يتعدون ذلك ، وقد اتسم الغزل الصريح بسمات متمثلة
بالصراحة في وصف علاقة الشاعر بفتاته وتصوير محاسنها ، ورصف معاناته بعاطفة سطحية
سريعة الزوال ، إذ أن هذا الحب يؤمن باللهو ولا يعرف الخلود ، حيث أن هؤلاء
الشعراء تعلقوا بأكثر من امرأة واحدة ، إضافة إلى نزعة الاستعلاء التي تستحوذ على
نفوسهم.
جمع هذا الاتجاه بين الغزل الفاحش الصريح ، وغير
الفاحش ، وقد شاع في مدن الحجاز وخاصة في مكة والمدينة ، وكان زعيمه الأول عمر بن
أبي ربيعة في مكة ، والأحوص المدينة ، ولكن بالرغم من كل شيء فقد أخذ عمر بن أبي
ربيعة الزعامة المطلقة في هذا المجال ، وغلب البعض تسمية هذا النوع من الغزل
منسوبة إلى عمر قالوا : ( الغزل العمري)
الغزل العمري: تعددت الدلالات على طابع
هذا الغزل عند النقاد ، سماه بعضهم الإباحي ، واعتبره البعض الآخر غزلاً مادياً
ودعاه طه حسين « غزل المحققين » ولا تخلو نسبته إلى هذه الظواهر المختلفة من الصدق
، فهو حضري لأنه ظهر في المدن ، وكان شعراؤه من أهل الحضر الذين نالوا نصيبا كبيراً
من ترف الحياة ونعيم العيش ؛ وهو إباحي لأن منشديه لم يتورعوا فيه عن وصف لذائذ
الوصال بين المرأة والرجل ، وبالغوا في ذلك أحياناً ولم يجدوا حرجا في كثير من
الأوقات ، وهو مادي لتلك الأسباب التي ذكرناها ، حيث أنه يصور أحاسيم الحب المادية[3]
ولكنّه بالرغم
من هذا غزل واقعي ، لأنه يعكس واقع المجتمع الحضري ، ونفسيّة المرأة في تلك العصر
، ويدخل بنا إلى ردهات تلك الحياة الناعمة ، حيث لا نكر إلا الهوى ، ولا حديث إلا
عن العلاقة ، ولا اهتمام إلا بشؤون القلب ، وقد شاء الدكتور طه حسين أن يهتم
بالجانب الذي يمس الغزليين في هذا الشعر فسمي أصحابه ( المحققين ) لأنهم اهتموا
بالناحية العملية من الحب ،
وقصدوا إلى الوصال ولم يذهبوا كالعذريين إلى تصوير الياس والحرمان وإظهار العفة
والبراءة[4]
إن الغزل العمري
تعبير عن طبقه متحررة منطلقة ، تضع شهواتها وملاذها فوق كل شيء حيث انها لم تنس
نصيبها من الدنيا ولكنّها نسيت نصيبها من الآخرة ولم تبلغ الدار الآخرة وانما
ابتغت المتعة واللهو في الأرض[5]
وقد برز من شعراء هذا الاتجاه: عمر بن أبي ربيعة
وعبد الله بن عمر العرجي والحارث بن خالد المخزومي وأبو دهيل الجمحي وعبد الله بن
محمد الأنصاري.
كما قال عمر بن أبي ربيعة في وصف محبوبته:
غادة تفتر عن أشتبها حين تجلوه أقاح أو برد
ولها عينان في طرفيهما حور منها وفي الجيد غيد[6]
[5] . عبد علي مهنأ، شرح ديوان عمر بن ابي ربيعة، دار الكتب العلمية، بيروت،
الطبعة االولى،1406ه|1986م.
[6] ديوان عمر بن أبي ربيعة / أحمد أكرم الطّباع / لبنان ـ بيروت / دار
القلم / الطبعة الثانية / الصفحة 54.
0 Comments