الأرجوزة في الآدب
العربي
محمد وسيم أكرم
طالب الماجستير في اللغة العربية
الرجز لغة :هو ان تضرب رجل البعير أو فخذيه إذا أراد القيام أو أثار
ساعة ثم تنبسط، والرجز داء يصيب البعير والناقة ترتعش منه أفخاذها ومؤخرتها عند
القيام، ومنه سمي الرجز من الشعر لتقارب أجزائه وقلة حروفه، ومنه قول الراعي
النميري يصف الأثافي:[1]
الرجز اصطلاحا:
هو فن من فنون الادب العربي يقع على البحر يسمى الرجز،
وسمي بذلك لمناسبة بينه وبين معناه اللغوي، وهو شعر يسهل في السمع ويقع في النفس
لخفته، حتى سماه النقاد حمار الشعر؛ لأن كل شاعر يستطيع ركوبه لسهولته، وأجمع
النقاد على أنه أول الشعر العربي.[2]
وجه
التسمية:
أطلق على هذا البحر من الشعر رجزا لأنه تتوالى فيه الحركة
والسكون، ثم الحركة والسكون، وهو يشبه في هذا بالرجز في رجل الناقة ورعشتها حين
تصاب بهذا الداء فهي تتحرك وتسكن، ثم تتحرك وتسكن، ويقال لها حينئذ رجزاء.
الفرق
بين الرجز والقصيدة:
الرجز نوع من أنواع الشعر العربي، يكون كل مصراع منه
منفردا بيتا، أي يعدّ كل شطر فيه بيتا، وتسمى قصائده "أراجيز"، واحدتها
"أرجوزة"، وصاحبها "راجزًا" أو "رجازة".
والأرجوزة هي غير القصيدة؛ لأن القصيدة يكون البيت فيها
مكونا من مصراعين، والرجز يصير قصيدا حينما تكثر أبياته فيطول، فلا يمتنع أيضا أن
يسمى ما كثرت بيوته من مشطور الرجز ومنهوكه قصيدة، لأن اشتقاق القصيد من قصدت إلى
الشيء، كأن الشاعر قصد إلى عملها على تلك الهيئة، والرجز مقصود أيضا إلى عمله
كذلك، أي إنه قصد إطالة الرجز قصدا، فصنع منه القصائد، فالقصيد يمكن أن يطلق على
كل الرجز، وليس الرجز مطلقا على كل قصيد.
والشعر كله اما أراجيز وإما قصائد، ويسمى ناظم الرجز
راجزا، وقائل القصيدة شاعرًا.[3]
الأرجوزة:
الرجز
فنٌّ شعري قديم، بل لعلَّه يُشكِّل النواة التي تطوَّر منها الشعر العربي، وقد كان
في بداية أمره عبارة عن مُقطَّعات "بسيطة" تَجري على ألسنة الناس، في
شتَّى مناحي الحياة، ثم ترقَّى شيئًا فشيئًا، متجاوزًا بذلك مرحلة المقطَّعات إلى
مرحلة الأرجوزة.
ويُعدُّ
الرجز أبرز شكل فنيٍّ قُورن به القصيد في تراثنا الشعري والنقدي، وقد نالَ بعض
العناية من قِبَل مجموعة من الباحثين، لكن ما يُعاب على معظم الدراسات الرجزية هو
التركيز فيها على اللغة والغريب خاصة، هكذا ظلَّت تتكرر بصدده نفس القضايا
والأحكام.
أما
الأرجوزة كمفهوم إجرائي، بل كنصٍّ إبداعي قابل للتحليل والفَهم والتأويل، فما
رأيتُ لأحدٍ فيها بحثًا مُستقلاًّ أو دراسة يُعتدُّ بها، والقليل من الدارسين
الذين أشاروا إليها فعلوا ذلك دون الحديث عن تميُّزها؛ أي: إنهم تناولوها من منطلق
أنها لا تَعدو أن تكونَ هي القصيدة نفسها.
الأرجوزة
في هذا البحث أساسيين:
أ-
الوقوف على خصائص ومميزات البناء الفني للأرجوزة:
فقد
أشرنا إلى أنَّ الدارسين ضربوا صفحًا عن بحث هذه المسألة، ولم يكن ذلك أمرًا
طبيعيًّا، لاسيما بالنظر إلى وفرة النصوص وثرائها من الناحية الجماليَّة، وهكذا
تحدَّثنا عن مُجمل المتتاليات ونَسَقِها في نوعين أساسيين من الأرجوزة، هما:
الأرجوزة
المدحية:
وذلك لأهمية غرض المدح فيما أنتجه معظم
الرُّجَّاز والشعراء العرب من هذا الفن، ومن الواضح أن أوائل الرُّجَّاز نظروا في
تطويل الأرجوزة وصياغة عناصر بنيتها إلى القصيدة، التي كان الجاهليون قد أسَّسوا
لبناتها الأولى، وأرسوا أسسها الفنيَّة من قبلُ.[4]
بحر
الأرجوزة وأنواعها:
التام:
وزنه التام هو: مستفعلن مستفعلن مستفعلن
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
المجزوء:
ولكن قد يستعمل هذا البحر بشكل غيركامل، فإذا ذهب منه جزء واحد
سمي مجزوءا، وهو الذي يبقى على أربع تفاعيل، ولشوقي ضيف ارجوزه مشهورة من هذا
النوع، وأولها:
لي جدة تــرأف
بي أحنى علي من أبي
لي جدة تــرأف بي أحنى علي من أبي
المشطور:
وإذا بقي على ثلاث تفاعيل سمي مشطورا، ومنه أرجوزة لحافظ يقول
فيه:
تحية كالورد في الأكمام أزهى من الصحة في الأجسام
يسوقها شوقي إليكم نامي تقصـــر عنه هــمــة الأقـــلام
المنهوك:
وإذا بقي البيت على تفعلتين فسمي منهوكا، ومنه بعض أراجيز أبي
نواس المشهورة التي يقول في احداها: إلـهنــا مـا أعـدلــك مليك كـل من ملك
لبـيك قـد
لبـيـت لك ما خاب عبد سألك
أنت له حيث سألك لولاك يا رب هلك
تطور الارجوزة:
قال بعض الرواة أن الرجز جاء
قبل الشعر، وقال بعضهم أن الشعر في الأصل كان رجزا، حتى كان المهلهل وامرؤ القيس
راجزين، ثم حولاه إلى قصيدة.
وقد كان في بداية الأمرعبارة
عن مقطعات بسيطة تجري على ألسنة الناس، ثم ترقى شيئا فشيئا، وانتقل من المقطعات
إلى الأراجيز، فكان يستخدم بكثرة في العصر الجاهلي، وصار كالوزن الشعبي العام الذي
يدور على كل لسان، ومن أجل ذلك لا نجد شعراء الجاهلية ينظمون فيه، فكأنما تركوه
للجمهور، فينظمها كثيرون معروفون ومجهولون، حين يحدون ببعير وحين يتناولون أي عمل
كحفل بئر أو متح منها.
ثم لقي الرجز عناية خاصة في
العصر الاموي، فتطور الشعر العربي، وأصبحت الارجوزة منه خاصة تؤلف من أجل حاجة
المدرسة اللغوية، وتعد الارجوزة الأموية من هذه الناحية أول شعر تعليمي ظهر في
اللغة العربية، فنجد هذه الرغبة في العناية بالغريب عند كثير من الشعراء، وهو
اتجاه تعليمي دعت إليه عناية الأجانب بتعلم العربية ونهوض طائفة من العلماء بجمع
اللغة وشواردها. وقد انبرى العجاج، وابنه رؤبة، يجمعان في شعرهما هذه الشوارد، حتى
تحول ديواناهما إلى معجمين للغرائب اللغوية.
ميزات الارجوزة من حيث الفن:
1- انها تكون قصير
العبارات
2- ولها جمال خاص من حيث
الغناء
3- وانها تكون متحدة من
حيث الموسيقى
4- تكون سهلة الألفاظ
وسلسة النظم
5- يسهل على القاري حفظها
6- وتمتازبتقطيع العبارات
والجمل الإعتراضية
7- وتشتمل على غرابة
الألفاظ
ميزات
الأرجوزة من حيث الموضوع:
1- انها تتناول كل أغراض
القصيدة مثل الحديث عن الاطلال، ووصف الناقة والرحلة، والمدح، والهجاء، والفخر
وغيرها من الأغراض القديمة.
2- وانها تشتمل على
الأفكار والمعلومات
3- وانها تخبر عن الحقائق
المجردة
4- وتنظم فيها الاصول
الدينية والنحوية
أسباب
فناء الأرجوزة:
1- عسر حفظ روي واحد في
اشعار طويلة
2- الملل عن الروي الوحيد
عند طول الشعر
3- صعوبة حصر المعنى
التام في بيت واحد
4- الاضطرار إلى تقسيم
المعنى الواحد على بيتين أو ثلاثة او أكثر
5- عدم وضوح المعنى وكون
التعقيد
كانت من مخترعات شعراء البادية
والعامية، فاستنكرها شعراء الدولة
7 Comments
masha allah
ReplyDeletethanks
DeleteMasha Allah very good Allah bless you a lot Wasim bhai keep it up
ReplyDeleteماشاءاللہ۔۔۔مقالة علمية محققة...
ReplyDeleteشكراً جزيلا يا الأخ وسيم على نشر هذا
!!!الموضوع المفيد المهم
This comment has been removed by the author.
ReplyDeleteماشاء الله يا حبيبي! هذه المقالةرائعةو
ReplyDeleteتتضح معلوماتك العميقة وخبرتك
الوسيمةومعرفتك الواسع،
thanks
Delete